الجزء الثاني
الكاتب عايد حبيب جندي الجبلي
صديقي المتسائل : في عام ألف وثمانمائة وعشرين في فرنسا كان الفرنسيون يشترون الأفارقة عبيدا ويتاجرون بهم مثلما أنت قلت من قبل ، فهنا سؤال : ألم يكن هناك ديانة إلهية والله موجودا فيخافون منه وله ما له من تشريعات إلهية ؟ فلماذا لم يفعلوا
بوصايا الله وما خافوا من الله ؟ ! صديقي الملحد : عندما يناقش بعضنا بعضاً فكن ملماً بكل ما تقول فأنا أرد عليك بكلمة واحدة : احضر لي أي كتاب من الكتب المقدسة يحلل بيع الإنسان لأخيه الإنسان ؛ فالإنسان هو من وضع فكرة بيع الإنسان لأجل المطامع الدنيوية وحبه للمال ولذلك أطمس كرامة أخيه الإنسان ، فأين قوانين الطبيعة التي أنتم
تحملونها وطالبون باعتدال الإنسانية وتريدون من الله أن يترككم طلقاء بغير قوانين إلهية ؟ فانظر وتأمل في الكون لولا قوانين الله لكانت كل الكواكب نزلت علي الكرة الأرضية ودمر كل ما عليها ، وأنظر للشمس وحرارتها البركانية لولا ما فيه من يحميها من الجاذبية الأرضية وقوة الصانع لكانت التهمت كل
الشعوب بحرارتها النارية ، صديقي الملحد هل أنت والعلماء تعرفون من أين مصدر الرياح ومن يطلق سرعتها المدمرة ؟ نعم صديقي المتسائل الإنسان الآن يتنبأ بقدوم الرياح والمطر ويتنبأ بقدوم السونامي وغيرها من التنبؤات الكثيرة ، نعم صديقي الملحد
فالإنسان له قدرة علي تنبؤ الحاضر فقط لكن لم ولن يستطيع ولا يمتلك القدرة أن يتنبأ علي المستقبل ولا يعرف علم الغيب ، صديقي الملحد : أنا سأثبت لك شيئاً أصعب مما تقول .. فيه شخص ما وأنت تسير
معه في مكان ما تجده يقول لك تلقائيا أنا لدي أحساس بشيء ما سيحدث لنا هنا الآن ، وبالفعل سيحدث هذا الشيء ؛ فهذا متنبئ أو من الممكن أن يكون لديه في هذا المكان مشكلة ما ، وبالذكاء عرف أن هناك شيء سيحدث له أو يمتلك الحاسة السادسة
وفي كلا الحالتين هذا عطاء الله للمخلوق ، فيهب لمن يشاء مواهبه ولم يحدد كان ملحداً أو مؤمناً بالله فالكل عنده سواء ولا فرق بين هذا ولا ذاك كل القدرة وهو الذي يتحكم في الطبيعة والكواكب والأرض والإنسان وهو الذي أعطاكَ العقل المنير الذي تناقض به الآن بعض الأشياء التي تحتاج لإثبات تاريخي وديني ، وهذا السؤال لم يدون حرفيا في الكتب المقدسة علي سبيل المثال تدوير الكرة الأرضية بأنها كورية وهذه اكتشافات من البشر وفيها الصواب وفيها الخطأ وهذه الاكتشافات لم تعارض كلام الله وبالعلم والموهبة التي منحها الله للشخص الذي
اكتشف ما تحتويه الطبيعة ونسبه لقدراته الذاتية فما أصعبنا نحن البشر عندما يمنحنا الله الذكاء فأول التذمر نتذمر علي الله ، وتتساءلون عمن خلق الله .. وأين كان الله كائن قبل خلق الكون ؟ هذا السؤال الذي أنتم متمسكون به ؛ سؤال تعجيزي للطرفين لى ولك يا صديقي الملحد .. عندما يطرح الملحد لأي متسائل فهو علي يقين بأن المتسائل لم ولن يستطع
الإجابة علي سؤاله ولذلك صديقي الملحد أنتم تسألون هذا السؤال وهذا عجز بكم لأنكم تعرفون أن هذا السؤال لم يرد عليه أحد ، وهذا السؤال حجة مبهمة لجميع البشر .. صديقي الملحد أنا أسألك سؤالاً : أنت عندما يموت لك أحد ما من عائلتك هل ترى
الروح وهي صاعدة إلي السماء ؟ قال الملحد : بالطبع لم أرها ، قال المتسائل للملحد : فأنت لم ترى الروح والروح كانت في جسد إنسان كائن علي الأرض ... فكيف تريد إجابة لسؤالك :أين كان الله قبل الكون ! فكيف تريد أن تعرف أين كان الله كائن .. وأنت لم تره فهذين السؤالين لا يعرفهم إلا الله فقط .. وهذا سر من أسرار الخالق لا علماء ولا ديانات تعرف أين
كان الله كائن قبل خلق الكون
ومن هنا نحنُ يا بني آدم بعقلنا الإنساني لو أن الله له مكان محدد ؛ فيبقي الله محدود الخلق وله بداية ونهاية فيكون الله أخذ طبيعة إنسانية ليس له إلوهية ويبقي محدود الخلق وله بداية ونهاية عندما نقول كيف هو خُلِق فيكون هنا مثل الإنسان ومن هنا يكتفي بك بأنكَ تعرف وتتعرف كيف تكوّن تكوين
الكون في سر خلقي ، فلماذا العلماء يبحثون عن سر الكون ويكتشفون أشياء جديدة وكلما يبحثون في الكون عن أسرار الخلق فالله إن منحنا موهبة اكتشاف أخطاء الغير فعقلنا الإنساني لا يستحمل المعرفة وعلم الشيء بالشيء فالعقل لا يعقل كل
الأشياء في الكون بل عقلك يذهب منك وقد تعجز عن التفكير ولم تجد أحداً من حولك يفهمك ، والكل ينقدك بعدم فهمهم البسيط وعقلك لا يحتمل هذه المعلومات وعلمك المسبق بالأشياء علي سبيل المثال مثل أينشتاين وغيره من العلماء الأذكياء فهم ألحدوا
بالله لأنهم لم يجدوا لأسئلتهم جواباً مثل سؤالك أنت الآن وقلت فيه : أين الله كائن قبل الكون ؟ ولم تجد له رداً فعقلك عجز عن التفكير وقد تشككت في قدرة الله بعقلك المحدود وتريد أن تعرف كل شيء وأنت في الكون كائن ومحدود الفكر والقدرة ، صديقي
الملحد أنا سأطرح عليك سؤالاً فجاوبني عليه بصدق وأنت في سن الحداثة وفي مسلمات الديانة ، ألم تطلب من الله طلباً وقد استجاب الله لك ؟ صديقي المتسائل لقد جئت بصلب الموضوع الذي كان سبباً في إلحادي وهي محور التساؤل المعد في ذهني من كل الأشياء من حولي .. صديقي المتسائل أنا في يوم
ما كنت في أزمة عاطفية وطلبت من ربي بأن يتم لى هذا الأمر ، ولكن لم يتم هذا الأمر وكانت لدي شركة مرموقة وخسرت كل شيء في الحياة ولم أتزوج لأن قصة حبي التي ذهبت بلا عودة وحبيبتي بعد زواجها من شخص غيري ماتت دون أن أودعها .. وشركائي
هم الذين خسروني الشركة وكانوا أكثر تديناً من الآخرين وثقت فيهما ثقة عمياء لأنهم متدينون ومتعمقون في الدين .. نعم هم أجاعوني وأنا بحاجة للمال فطلبت من الله ولم يعطنى متطلباتي وقد مات أبي وأنا رضيع وماتت أمي وأنا في الحادية عشرة
من عمري وقد رباني خالي في منزله وخرجت من الثانوية العامة دون أن أكمل تعليمي لأجل المال لأن خالي لم يستطع أن يدفع لي مصاريف المدرسة وتركني أشق طريقي لحالي وأنا لا أدري بمصيري أسير محتارا كيف أدبر أمري ؟! وكيف آخذ حبيبتي
وهي ابنة خالي الذي رباني علي القيم والأخلاق ؟! نعم صديقي المتسائل وقد صليت كثيراً ولم يستجب لي ربي فكيف أنا أؤمن بمسلمات أبي وأمي .. أنا فقدت الأمل وهذا ما عندي قد قلته لك يا صديقي ، المتسائل : نعم وأنا سمعت ما قلته ولذلك أنت ألحدت وجاءتك عقدة من الله لأنه لم يحقق لك
طلباتك الفورية .. ألم تعرف بأن الله من الممكن أن يعمل في الخفاء وفيما بعد يظهر لك كل ما طلبته منه فهو لديه حكمة في بعض الأمور الدنيوية فأنت تطلب الشيء كن فيكون فعليك أن تقرأ قصة أيوب البار كيف حدث معه وبعدها عوضه الله الأضعاف فالله سمح بذلك لنتعظ من هذا العمل ويبقي فيه أمل
بين الله وشعبه ويعطيك رجاء في الحياة وصبر التأني للمشكلة الملصقة بك ومن هنا الشيطان يعمل معك ويقول لك أين الرب الذي أنت تعبده ويستجيب لطلباتك ويدخل لك من أي مدخل من الممكن أن
تكون قد تركته من زمن بعيد ويضعك تربط الحبل بعضه مع البعض وأنت تقول في خاطرك نعم بالفعل لو فيه الله لكان استجاب لي وحل جميع مشاكلي .. فالآن صديقي الملحد نحن مررنا مثلك نفسيا وماديا وعاطفيا وكثيرون لديهم مثل مشاكلك ولم يفكروا
فى الإلحاد أنظر لأيوب البار كيف كان وأصبح مذلولاً من أقرب أقاربه ولكن الله أسترجع له جميع ما نفق منه من أبناء أو أموال أو صحة وهذه القصة تعطينا الرجاء والصبر والتأني للتجارب الأرضية التي يمنح الله لشعبة المختارين ليكونوا عظة للبشر المقدم على
الحياة القادمة ، قال الملحد صديقي المتسائل : نعم الشرح الذي شرحته لي بكامل الوضوح والتعبيرات التي عبرت لي بها تعبيرات حسنة لا شك فيها ومفهومة فقصة أيوب قصة موعظة بشرية شفوية تاريخية فائزة إن كانت قصة صادقة ولكن لماذا الله
لا يكلم شعبه مثلما كلم أيوب ؟ ولماذا تركنا هكذا نحن ؟ هل الله كان قريباً من خليقته في البداية قبل التشريعات السماوية ؟ صديقي الملحد أنت قلت بلسانك الله كان قريباً من خليقته ويكلمهم بلسانه وصوت مسموع .. لأن الآن الكتب السماوية تتحدث بكلام الله وعلي لسان الله لأن في البداية لم تكن توجد كتب سماوية ولذلك كان الله يكلمهم
الكاتب عايد حبيب جندي الجبلي