-->

روايه المراه والثعبان الجزء الرابع

الكاتب عايد حبيب جندي الجبلي 
الجزء الرابع

بما حدث من القصة التي روتها مدام أفرنك - فقال لهم : أنا قد ظلمت الحاكمة مادلين .. عندما قلت أنها هي التي تفعل كل هذه الأفعال الشريرة التي تحدث في 

القرية حقا إنني ظلمتها يا رفاق ومن الآن سنقوم بمراقبة منزل أفرنك ، فقال أحدهم واسمه ( فالديس ) ماذا تقصد سيد أين ؟ لا شيء سيد فالديس ، أتقصد أن أفرنك هو الذي فعل هذا ؟ لا أعرف شيئا سيد فالديس وكل ما علينا أننا نراقب المنزل جيدا هيا أبلغ الرجال المتبقين الذين لم يعرفوا ، نعم سيد أين سأذهب الآن - كانت الحاكمة مادلين قلقة ومتوترة من الحديث الذي تحدث به ( أين ) فأتي الحراس وأبلغوها بما حدث من 

أحداث في الرحلة التي قام بها الحراس وأهالي القرية وأرسلت مادلين حارس من الحراس للسيد ( أين ) وذهب الحارس لسيد أين - يا سيد أين ، نعم أيها الحارس ، سيدتي مادلين تريدك ، لماذا ؟ لا أدري ، فخاف أين من الحاكمة مادلين وعندما وصل قال الحارس تفضل ادخل سيد أين .. ما بك ؟ وماذا يخيفك ؟ نعم أيها الحارس القصر له هيبة ، لا تخف سيد أين .. هل أنت فعلت شيئا ؟ لا .. لا شيء ، إذن لماذا خائف ؟ التحية والسلام علي سيدتي الحاكمة مادلين ، مرحبا 

سيد أين .. لماذا تحدثني هكذا في وسط الجموع ؟ صراحة سيدتي مادلين أنا كنت قد ظلمتك وكنت أظن في خاطري أن كل الأفعال الإجرامية التي تحدث من الحاكمة مادلين .. ولكن الآن عرفت وأيقنت أنها ليست منك بل هي أفعال شخص آخر ، من هو يا سيد ( أين ) ، لم أتأكد ولكن بعدما حكت لي زوجة أفرانك حكاية زوجها فمن المحتمل أن يكون هو أفرنك ، كيف يكون أفرنك وهو رجل عجوز ؟ .. أو هل يعقل هذا ؟ لا أدري 

سيدتي مادلين ولكن ما قالته زوجته من المحتمل أن يكون هو ، يا رجل لا تصدق فهذا رجل عجوز .. أنا سيد أين اليوم أعزمك علي وليمة عندي ، شكراً سيدتي مادلين علي كرمك وقضي معها وقتا قليلا بعد الطعام 

وفارق الحياة وأخذ سر أفرنك معه وصاحت لفاتيكا وأتت لها مسرعة ، نعم سيدتي مادلين ، خذي هذا وقدميه طعاما للتماسيح والكلاب ، قضيت عليه سيدتي ؟ نعم يا فاتيكا هذا الرجل لو ظل علي قيد الحياة سيعرف سر أفرنك .. وأنا أريد أفرنك يدور عبثا في القرية لتزداد الضحايا في القرية لتذهبي أنت إلي 

القرية وتحضري لي رجالا من أبناء القرية وبهذا لم يشك فينا أحد وأن هذه الضحايا ، فكرة جيدة سيدتي مادلين ، هيا اذهبي الآن وألقي هذا للحيوانات تفترسه – وشاع غياب ( أين ) وبعد بحث طويل قالوا من المحتمل أن يكون قد ذهب ضحية كغيره من الضحايا ، فقال فالديس وهو الصديق المقرب إليه : يا رفاق نحن ننتظر يوما آخر وإن كان قد حدث له أي مكروه سنرى في اليوم التالي .. هيا بنا انطلقوا كل واحد إلي منزله - 

وحل الليل وأتي اليوم التالي واجتمعوا في ميدان القرية - فقال فالديس لرفاقه : ألم يعرف أحدكم شيئا عن ( أين ) ؟ رد أحدهم بالطبع لا سيد فالديس ، هيا تابعوا السير إلي أين ذهب ولنبحث عنه مرة ثانية فظلوا يبحثون في أركان القرية بغاباتها وتلالها يكاد أنهم يشقون الأرض بحثا عنه وأثناء بحثهم في القرية صادفهم كائن في الغابة الكثيفة يهرول 
بسرعة رهيبة - فقال فالديس : هل ترون ما أراه ؟ نعم سيد فالديس ، هل هذا هو الذي يقتل رجال القرية فقال احد المقربين لفالديس واسمه ( ماسبيرو ) 

محتمل أن يكون هو هيا انتشروا كل اثننين في جهة وتحققوا منه علي قرب هيا يا رفاق وقد رآه ( ماسبيرو ) ومن معه في حفرة عميقة وعندما رآهم أفرنك العجوز انقض عليهم بسرعة رهيبة ومسك كل واحد منهم من رقبته وفر هاربا وكان فالديس قد سمع صياح هؤلاء الضحايا فغضب فالديس وقال: أين ذهبوا فرج القرية هو ومن تبقي معه من رفاقه ، فقال أحد رفاقه : 

واسمه ( أديدن ) لفالديس يا سيد فالديس نحن الآن في منتصف القرية في الساحة الكبيرة يجب أن نجمع أهالي القرية ونبلغهم بما حدث لهؤلاء ليأخذوا حزرهم ، فقال فالديس : هيا الآن اجمع القرية علي بكرة أبيها هنا في الساحة الكبيرة فأحضرهم أديدن ، فقال فالديس يا أهل القرية أنا رأيت في الغابة كائن غريب الشكل وقد أخذ منا ماسبيرو وشخصا معه من رفاقنا 

المقربين إلينا كل واحد منكم يأخذ الحيطة فتقدمت زوجة أفرنك وقالت : يا سيد فالديس زوجي أفرنك متغيب من أيام عديدة ، نعم يا مدام ابلغني السيد إين وعندي علم بذلك يا مدام أفرنك فسمعت الحاكمة مادلين ففرحت جدا جدا وقالت للجارية فاتيكا هكذا ابتعدت الشبهة عنا الآن يا فاتيكا نحضر رجالا كما كنا ، نحن لم يعرفنا أحد قط .. هيا يا فاتيكا اذهبي واحضري لي رجلا من أبناء القرية ، لا يا سيدتي مادلين ، لماذا لا يا فاتيكا ؟ سأقول لك سيدتي نحن عرفنا 

سيدتي الآن اخرجي جارية من الجواري لم تكن معروفة ، نعم يا فاتيكا صدقت اذهبي يا فاتيكا واستحسني فتاة ذو جمال بارع وألبسيها رداء قصير للإغراء ، نعم سأفعل هيا اذهبي أنت يا فتاة ، نعم يا فاتيكا الحاكمة تريدك أدخلي غرفة الملابس وارتدي رداء ذا قيمة ويكون قصير ، نعم جيد جدا هيا الآن نذهب للحاكمة ، هذه هي سيدتي مادلين ، جميل جدا فاتيكا يبدو جميلا جدا أين كنت يا فاتيكا ؟ بين الجواري سيدتي مادلين وهذه من ستحضر لك رجالا كثيرين ولم يعرفها أحد قط وذهبت الجارية الحسناء 

واسمها ( روجنا ) في أحد الشوارع بملابسها الخليعة وجسدها العاري وتجمهر حولها أبناء القرية وجاءت بأحدهم  إلي القصر فأخذت الرجل فاتيكا لمادلين وأكملت مادلين مهمتها ومات الرجل وصاحت لفاتيكا كي تأخذه وتقدمه طعاما للتماسيح والكلاب بينما كان فالديس مشغولا بأمور القرية وقضيتها المتزامنة وبينما هو يفكر جاءت امرأة تصرخ وتقول ابنى .. ابني فاقترب منها فالديس وقال : ما بك يا امرأة ؟ قالت 

ابني متغيب منذ الصباح ولم يرجع ، كم عمره ؟ اثنتا عشرة عاما ، فقال فالديس : سأبحث عنه في كل مكان لا تقلقي وذهب فالديس يبحث عن الرجل ولم يجده في القرية فعاد إليها وقال: لم يصادفنا الحظ ولم نجده ، فقالت : شكراً لك سيد فالديس - فترك فالديس المرأة ليجمع رفاقه ليبحثوا أمور القرية ومشاكلها ويجمعون حلا فقابله ماسبيرو - فقال له فالديس : أين رفاقنا ؟ الآن سأحضرهم لك - فذهب ماسبيرو وأحضر رفاقه - فقال فالديس : يا رفاق نحن نقوم بمراقبة منزل أفرنك 

مثلما قال لي السيد أين سابقا قد حدثني قليلاً عن 
منزل أفرنك ولم يعطني معلومات كافية عنه ، فقال ماسبيرو ماذا تقصد سيد فالديس ؟ أمعقول أن يكون العجوز أفرنك هو الذي يفعل كل هذه الأفعال ويقتل أبناء القرية ؟ فقال فالديس : الآن نعرف سيد ماسبيرو .. يا رفاق سنقوم بمراقبة منزل أفرنك في منتصف 

الليل– وعند منتصف الليل أخذوا يراقبون منزل أفرنك وجاء أفرنك الكائن الغريب الشكل حول المنزل وبجوار النافذة فقد خاف فالديس ومن معه ففروا هاربين من الخوف ومن بشاعة شكله - فقال فالديس : ما العمل يا رفاق ؟ فقال ماسبيرو : نعم هذا هو العجوز أفرنك .. ما عليك سيد فالديس .. أنقوم بقتله ؟ وهل نستطيع سيد ماسبيرو ؟ نحاول يا سيد فالديس .. أنا وجدت فكرة يا سيد فالديس ، ما هي يا سيد ماسبيرو؟ نحن نأخذ 

ابنين من أبناء أفرنك ، فكرة جيدة سيد ماسبيرو .. ما رأيك يا سيد فالديس نذهب الآن ؟ اصبر يا رجل عندما يحل علينا الصباح - وفي الصباح أخذوا طفلا من أبناء أفرنك وذهبوا يبحثون عن أفرنك بعد التحول وبينما هم يبحثون كانت الحاكمة مادلين قد أرسلت الجارية روجنا لتحضر لها رجلا وبالفعل أحضرت لها رجلا آخر لتشبع غريزتها الجنسية ومات الرجل ومرت الساعات 

وصاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا وقالت يا فاتيكا ، نعم سيدتي احضري لي الجارية روجنا ، نعم الآن يا روجنا ، نعم سيدتي ، الآن تذهبين وتحضري لي رجلا من القرية ، سيدتي منذ أربع ساعات أحضرت لك رجلا ، نفذي ما 

أقوله لك ، نعم سيدتي الآن سأذهب - وذهبت روجنا -  قالت فاتيكا : سيدتي مادلين لدينا أربع ساعات قد رمينا الرجل للتماسيح والكلاب ، يا فاتيكا روجنا عندما تجلب الرجل من القرية خذيه وضعيه في الغرفة السفلية للغد ، وأحضرت روجنا الرجل بقوة جمالها ففرحت مادلين فرحا عظيما وبينما هي مغمورة بالسعادة حل الليل وكان فالديس وماسبيرو ورفاقهم يبحثون عن أفرنك المتوحش وأثناء بحثهم كان ماسبيرو يضع يده علي الطفل فأتي أفرنك وقام باختطاف ماسبيرو من بين رفاقه فرآه فالديس ورأي 

سرعته القوية جدا التى تفوق سرعة الأسد بضعفين وكان محاط بالظلام - فقال أحد رفاقه واسمه ( بانكيا ) : يا سيد فالديس أنا رأيت أفرنك وهو يقوم بخطف ماسبيرو من بيننا وقف ونظر إلي ابنه هل رأيته ، نعم سيد ( با نكيا ) رأيته وما العمل سيد فالديس ؟ غداً سندبر أمره ، رافقتكم السلامة وحل الصباح وشاع غياب الرجل وسمع فالديس بغياب الرجل فاندهش من الضاحيا التي في القرية فقال في خاطره معقول أن يكون أفرنك بعدما أخذ ماسبيرو وقام بأخذه وقتله فصاح فالديس لرجل اسمه ( فلبث ) وكان يضرب علي رأسه من حزنه علي ابنه المتغيب ، فسأله فالديس منذ 

متى ابنك متغيب ؟ فقال ( فلبث ) منذ ست ساعات ، فقال له فالديس : هل بحثت عنه في القرية ؟ نعم بحثت ولم أجده في القرية سيد فالديس ولكن قد أخبرني أحد أبناء القرية بأنه قد رآه مع فتاة يمضيان ، وأنت بالطبع لا تعرف الفتاة سيد ( فلبث ) ؟ نعم سيد فالديس لم أعرفها ولو عرفتها ما فعلت هكذا سيد فالديس ، ما عليك إلا بالصبر يا سيد فلبث وتحمل غياب ابنك واترك لي الأمر أدبره بطريقتي الخاصة ، وإن سمعت خبرا أبلغني ، نعم سيد ( فلبث ) إلي اللقاء 

سيد فالديس ، رافقتك السلامة سيد ( فلبث ) ... تمهل تمهل ، نعم سيد فالديس أتمني منك أن تحضر معك رجلا لنقوم بالبحث عن أفرنك فمحتمل أن يكون هو الذي أخذ ابنك ، ومن المحتمل أن يكون لا .. يا سيد فلبث ، نعم سأفعل سيد فالديس - ومضي فلبث وترك فالديس يفكر فيما يحدث مشغول العقل كيف يدبر أمر هذه القرية وما بها من غموض ، وبينما هو يفكر وإذ به يري تجمهر في أحد الشوارع فتقدم ليسمع ويري ماذا 

يحدث في القرية مرة ثانية فوجد طفلاً يبكي فسأله مابك يا بني ؟ فقال الطفل أخي متغيب منذ أربع ساعات وأنا خائف يا سيد فالديس فمن يتغيب عن القرية فلا رجعة له ، نعم يا بني صدقت أسمعتم يا أهل القرية فهذا الأمر لن نسكت عليه كل يوم نفقد رجلا تلو الآخر هذا الأمر يحتاج وقفة منا جميعا فقال أحد الأهالي : وماذا نفعل سيد فالديس ؟ فقال فالديس للجميع جمعوا بعضكم بعضاً ونذهب نبحث ماذا يجري 

في القرية هل هذا من أفرنك أم من غيره ؟ وما علينا إلا أن نتفق ونبحث في القرية واتفق جميعهم قائلا : هل توافقون ؟ نعم سيد فالديس اليوم سنذهب إلي الغابة معاً فأتي فلبث وماسبيرو وباقي أهالي القرية فطرح ماسبيرو فكرة علي فالديس وقال : لماذا نحن لا نأخذ ابن أفرنك مرة ثانية ونضعه في الغابة بمفرده ونري ماذا يحدث معه ؟ .. وهل سيقتله أم لا مثل السابقين ؟ فقال فالديس نحن فعلناها من قبل فقال 

ماسبيرو هذه المرة تختلف اختلافا كلياً  فعندما يتعرف علي ابنه نقوم نحن باغتياله بآلاتنا الحادة ونحن عدنا لا بأس به نفوق ستون رجلا ونقوم بحفر حفرة كبيرة وعميقة ونقوم بتغطيتها جيدا بفروع الأشجار وأوراق الأشجار ونربط الغلام بحبل في وسطه ونربط  فروع الأشجار وعندما يأتي أفرنك فوق الحفرة نقوم بشد الحبل ويسقط أفرنك في الحفرة ونربط الحبل المقيد 

به الغلام في الشجرة المرادفة بجواره وعندما يسقط أفرنك يقوم الحبل بتعليق الغلام وهكذا نستطيع بمسك أفرنك بكل سهولة أحسنت التفكير خطة جيدة يا سيد ماسبيرو ، فقال فالديس : هيا بنا يا رفاق ننفذ الخطة ونحفر الحفرة ، نعم نحفرها هاهنا وأنتم يا رفاق قسموا بعضكم مجموعات .. مجموعة تحفر ومجموعة تراقب ربما أن يأتي أفرنك من الخلف ويقوم بخطف أحدا منكم ، فقال ماسبيرو : نعم سيد فالديس سنفعل ما 

أمرتنا به ، فقال ماسبيرو : هذا العمل محفوف بالمخاطر ، فقال سيد فالديس : نعم سيد ماسبيرو ، أنتم أحسنتم عملا فهذا جيد جدا هيا يا رفاق لنذهب .. تجمعوا كلكم ولا تفترقوا عن بعض ، فرح السيد فالديس فرحا عظيما وهم في الغابة بالإنجاز الذي فعلوه ، ـ فأتي أفرنك من خلفهم وقام بخطف ماسبيرو 

من بين المجموع دون أن يستطيعوا رؤيته من شدة السرعة .. فحزن فالديس وغضب غضبا شديدا علي ماسبيرو ـ فقال فلبث : يا سيد فالديس نحن لم نره من شدة سرعته ، فقال فالديس : نعم يا سيد فلبث أعلم جيدا ما علينا إلا بفعل خطة ماسبيرو ، ومتي يا سيد

الكاتب: عايد حبيب

عضو قصر ثقافة عبد الحميد رضوان كما كان مدير مكتب مصر اليوم العربية ومسئول عن مكتب الأهرام الآن سابقاً، وفى الوقت الحاضر هو مدير مكتب الموطنى. كما لديه كتابين منتشرين بشكل واسع في الأخبار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
هذا الإجراء غير مسموح لحماية المحتوى.