الجزء الخامس
فالديس ؟ غداً يا سيد فالديس ، نعم يا سيد فلبث ابني المتغيب وهذا الحدث الذي رأيته بعيني جعلني أفقد الأمل بأنني لم أجد ابني يا سيد فالديس ، أرأيته أنت يا سيد فلبث ؟ نعم رأيته سيد فلديس وإلي اللقاء ، غداً ، ـ صاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا ـ فأتتها فاتيكا : نعم يا سيدتي مادلين احضري لي الرجل الذي في الغرفة السفلة لأنني اشتقت لرغبتي ، أتقصدي أن التماسيح جاعت ورغبتك جاعت والاثنين عملة واحدة ؟ كفاك ثرثرة واذهبي واحضري الرجل هيا ، نعم سأذهب الآن ـ وأحضرت الأعشاب وقامت بغليها وقفت فاتيكا بالرجل ـ ها هو سيدتي مادلين ، اتركيه واذهبي ـ وقدمت له الأعشاب وأشبعت غريزتها والرجل فارق الحياة وأتت روجنا لفاتيكا ـ وقالت لها : أين الرجلان اللذان أحضرتهما للحاكمة مادلين ؟ قالت فاتيكا لروجنا : ما
عليكِ إلا بالصمت وهيا اذهبي من هنا وأنصحك ألا تتحدثين في هذا الموضع ، ـ فنادت الحاكمة مادلين علي فاتيكا فذهبت فاتيكا للحاكمة مادلين ـ نعم سيدتي مادلين ، خذي هذا الرجل فأنت خير العارفين ما تفعلينه به ، فقال فاتيكا ألم أقل لك من قبل أن التماسيح جائعة ، نعم اذهبي وأطعميهم " فذهبت وعندما وضعت الرجل علي العربة فرأتها روجنا وراقبتها حتى رأت فاتيكا وهي ترمي بالرجل للتماسيح فخافت روجنا ودخلت حجرتها وعندما حل الليل ونامت روجنا والمنظر لم يفارقها وفي الصباح اجتمع أهالي القرية لينفذوا الخطة التي خططوها بالأمس " فقال فالديس : يا رفاق ما رأيكم هل نتحرك الآن أم ننتظر حتى منتصف الليل ؟ فقال فلبث والمجموعة معه : نعم نذهب الآن ، فقال فالديس اتفقنا هيا بنا سأذهب الآن كي أحضر ابن أفرنك لنأخذه معنا علي حسب ما اتفقنا ـ فذهب وأحضر الطفل وذهب الجميع إلي الحفر ونفذوا الخطة ووضعوا الطفل علي الحفرة ـ
فقال فالديس : يا رفاق كل واحد منكم يقوم بتغطية نفسه بأوراق الأشجار كي لا يراه أفرنك ـ وبالفعل نفذوا ما قاله فالديس وأتي أفرنك متحول إلي كائن غريب علي حافة الحفرة ثم تقدم إلي وسط الحفرة فسقط فيها والتفوا حوله ورجموه ثم أخرجوه من الحفرة وأخذوه سحلا إلي القرية وأتت زوجة أفرنك وتعرفت عليه ـ وقالت : نعم إنه زوجي أفرنك " وشاع الخبر وسمعت الحاكمة مادلين فغضبت غضبا شديدا وصاحت الحاكمة مادلين لفاتيكا فأتت إليها فاتيكا مسرعة " نعم سيدتي مادلين ، ما العمل يا فاتيكا أفرنك أمسكوه .. ماذا نفعل فمن الآن لن نستطيع أن نحضر أي رجل من القرية وإلا سينكشف أمرنا .. فاتيكا .. أأنت خرساء .. لماذا لا تتكلمي ؟؟ سيدتي مادلين ماذا أقول وقد عجزت عن التفكير ؟ يا فاتيكا أنا هكذا لم أشبع رغبتي وهذا شيء صعب بالنسبة لي .. فهذا مستحل أنا أدمر
القرية علي بكرة أبيها .. قولي شيئا يا فاتيكا لماذا تصمتين ؟ يا سيدتي نحن فعلنا أشياء كثيرة من الإجرام وهذا يكفي فلنعطي للقرية هدنة كي لا ينكشف أمرنا ، يا فاتيكا قد وردت لدي فكرة ، ما هي سيدتي مادلين ؟ لماذا نرسل روجنا إلي القرية المجاورة تحضر لي رجال من هناك ؟ أنسيتِ يا سيدتي أنه بينا وبين هذه القرية مشاجرات منذ عهد زوجك الأول ؟ نعم لم أنس .. دعيني وشأني الآن لأقرأ في الكتاب وسأقول لك ماذا افعل ، هل تريدين مني شيئاً سيدتي مادلين ؟ لا .. رافقتك السلامة ، طابت ليلتك سيدتي ـ وظلت الحاكمة مادلين تتلو في الكتاب حتي اليوم التالي وفي الصباح خرجت بفعل جيد كائن غريب الشكل لم يخطر علي بال احد ولم تره عين من قبل فدعت فاتيكا وهي فرحة فرحا شديدا تقول : فاتيكا .. فاتيكا ، فاتتها فاتيكا مسرعة ـ نعم سيدتي ما بك فرحة جدا هكذا ؟ يا
فاتيكا أنا وجدت حلا ، ما هو سيدتي مادلين ؟ أنت ترسلين روجنا إلي القرية المجاورة وأنت مطمئنة ، كيف هذا سيدتي ألم نتحدث في هذا الأمر من قبل ؟ أنت تنفذي الأمر وأنت صامتة ، نعم سيدتي مادلين ولكن أيمكنني أسألك سؤالاً ؟ تفضلي يا فاتيكا ، لماذا أنت واثقة كل هذه الثقة ؟ ستعرفين في الوقت المناسب يا فاتيكا .. وسوف أذكرك لماذا أنا واثقة من نفسي ، هيا ارسلى روجنا إلي القرية الأخرى ، سيدتي مادلين ، نعم يا فاتيكا ، القرية المجاورة تبعد مسافة طويلة ، يا فاتيكا تأخذ معها وسيلة للمواصلات ، سيدتي ، نعم يا فاتيكا ، وإن لم يأتِ معها أحد ماذا ستفعلين ؟ روجنا جميلة وبالتأكيد أنها ستجذب أحداً وأنا متأكدة .. هيا ابعثيها وكفاك ثرثرة ، ـ وأرسلت فاتيكا روجنا إلي القرية المجاورة ونجحت روجنا في إحضار رجل من القرية المجاورة ويتكرر هذا يوماً تلو الآخر ومر شهران علي هذا الحال وشاع غياب الرجال من أهل القرية المجاورة ـ فقال حاكم القرية واسمه سيكوز لحراسه : ابحثوا في القرية واعرفوا من الذي يفعل هذا .. راقبوا القرية جيدا .. وعندما تعرفون شيئاً ابلغوني ـ فذهبت روجنا إلي القرية المجاورة لتحضر رجلاً للحاكمة مادلين .. فدخلت روجنا القرية .. فرأوها
الحراس وراقبوها جيدا وروجنا أخذت الرجل وذهبت للحاكمة مادلين فأبلغ الحراس الحاكم سيكوز .. فاتخذ الحاكم سيكوز قراره بأنه يشن عليهم حرباً لتعديهم علي قريته ، فذهبت فاتيكا للحاكمة مادلين ـ وقالت لها : يبدوا أن مزاجك اليوم جيد سيدتي مادلين ، نعم يا فاتيكا .. ألم أقل لك أنه لن يحدث شيئا ـ وهما تتحدثان جاء أحد حراس الحاكمة مادلين ـ قائلاً : سيدتي .. سيدتي ، ما بك .. ما بك جاءني الحارس الذي يقوم بمراقبة القرية من الخارج وهو يلهث وأخبرني بأنه رأي جنوداً كثيرين متجهين قريتنا ، انصرف الآن أيها الحارس واستعد ، أمرك سيدتي ، وأنت يا فاتيكا اذهبي الآن وخذي عشر جواري واحضرن لي ألف ورقة من أوراق الشجر .. وأنا سأعطي أمراً لجميع الحراس بأن يتصدروا لهم علي أطراف القرية .. أذهبي بسرعة ...
ونادت في الحراس اذهبوا الآن إلي أطراف القرية في الجهة التي يأتون منها وصدوهم ولا تتسرعوا وانتظروا مني الأمر ، أمرك سيدتي ، هيا انصرفوا وبعد أن أحضرت فاتيكا أوراق الأشجار .. قالت الحاكمة مادلين هيا بسرعة صفوهم جيدا ، نعم سيدتي مادلين ها نحن قد فعلنا مثلما قلت لنا ، انصرفوا الآن ، أمرك سيدتي مادلين ـ وقد صرفتهم كي لا يعرفوا السر ومرت نصف الساعة ونادت إلي فاتيكا ـ نعم سيدتي ـ خذي هذه الأوراق وقومي بتطييرها في أطرف القرية ، أمرك سيدتي مادلين ـ وقامت فاتيكا هي والجواري بتنفيذ ما قالته لها الحاكمة مادلين .. وتحولت أوراق الأشجار كائنات حية مثل الفراشات وكلما تتطاير بجوار الأشجار يزداد عددهم وتحتوي هذه الكائنات علي مادة سامة .. والحاكمة تجلس أمام الكتاب تقرأ فيه لتحصن حراسها كي لا يصيبهم أي مكروه .. ولم يستطع أحد أن يدخل القرية ، وقد قضت علي حراس القرية المجاورة فاندهش حراس مادلين بعد رجوعهم من الحرب فأخذوا يتساءلون .. كيف حدث هذا الأمر .. دون أن تقترب منا فراشة واحدة ؟ ، هذا شيء غريب وشاع الخبر في قرية مادلين علي ما حدث وجاء أهالي القرية يحيون الحاكمة مادلين علي ما قد حدث من انتصار فقامت الاحتفالات بنصر وكان أهالي القرية يتساءلون : من الذي فعل هذا وجعل أوراق الأشجار تتطاير في الهواء وتتحول إلي فراشات مسممة ومن العجيب أنها
تفرق بين حراس القرية وجنود القرية المجاورة ، فهذا شيء غريب للغاية ! لم يقم احد من قبل بهذا الفعل إلا زوج الحاكمة مادلين وكان ذلك منذ سنوات عديدة ، فقام فالديس وقال للحاكمة مادلين سيدتي مادلين بعد احترامي الشديد لكِ .. هذا الفعل الجيد الذي فعلتيه في القرية لحرصك علي القرية شيء نفتخر به أنا وأهالي القرية لأنه عمل مشرف جدا لأنك قد وضعتي القرية في هيبة ووقار ومن يحاول التفكير في الاعتداء علي قريتنا يضع لها ألف حساب ويهاب القرية وهذا يشرفنا لكن سيدتي الموقرة عندي سؤال يدور بعقولنا أنا وأبناء القرية فقد كنا نتساءل ، وما هو السؤال الذي يحيركم يا فالديس ؟ الفراشات التي حاربت بدلاً من الجنود ولماذا هذه الفراشات لم تصب جنودنا بأي سوء .. وكيف ميزت الفراشات بين جنودنا وبين جنود الأعداء .. والشيء الأغرب أنها تحولت إلي أوراق أشجار بعد انتهاء الحرب ؟! فصاحت الحاكمة مادلين بصوت عال وقالت اسمعني جيدا يا فالديس أنت وأهالي القرية إن هذا الشيء الذي حدث في القرية ليس من عملي أنا بل هو عمل زوجي الأول .. وأنتم تعرفون وعلي يقين من أن زوجي الأول كان معه كتاب سحر .. أثناء مرض وزوجي وهو علي فراشه قال لي إن
مت ومسكت الحكم فلا تخافي من أي معتد علي قريتنا .. فسألته ماذا تقصد فقال لي أقصد أنني قد حصنت القرية بكتابي من أي معتد عليها .. أفهمتم يا أهل قريتي ؟ .. فأنا لا أعرف عن الكتاب شيئاً علي الإطلاق .. وأنا لم أفعل شيئا مثلما ظننتم بأنني أنا فعلت هذا كله فأنا بعيدة كل البعد عن هذا .. فأخذوا يصفقون بحرارة للحاكمة مادلين علي ما قالته وبكل سذاجة قد صدقوها وانصرفوا من أمام القصر ، وصفقت فاتيكا وقالت لها لقد كنتِ مقنعة سيدتي مادلين أنا لم أعرف انك تملكين كل هذا الذكاء .. فكف استطعتِ إقناعهم بأنك لم تفعلي هذا ؟ ألم أقل لك من قبل أنك ستعرفين
في الوقت المناسب ؟ نعم قلت لي ذلك سيدتي مادلين .. وأنا كنت قد أوشكت أن أصدق أنّ زوجك الأول هو الذي قام بقراءة الكتاب وتحصين القرية من أي معتد وأنه هو الذي فعل هذا كله .. نعم وبالفعل قد خرجتِ منها ، يا فاتيكا ، نعم سيدتي مادلين ، ماذا سنفعل الآن ؟ فيم سيدتي ؟ في إحضار الرجال .. أنا مشتاقة لرجل الآن ، سيدتي قد قمنا بكل الوسائل ذهبنا للقرية المجاورة وأحضرنا منها رجال وقامت مشاجرة بيننا وبين القرية المجاورة كما رأيتِ .. وأحضرنا عدد كثير من قريتنا وهذا مؤسف جدا ولو انكشف أمرنا فالقرية تقوم علي بكرت أبيها علينا وتقطعنا إرباً إرباً ونصير طعاما للتماسيح .. فالأفضل لنا الآن أن نقوم بعمل هدنة ، نعم يا فاتيكا نعطي هدنة في الأيام القادمة ـ وعاشت القرية هدنة ورخاء وهدوء ولكن أهالي القرية خائفون من أن يحدث لهم ما حدث من قبل وكان فالديس يجلس هو ورفاقه في القرية يتشاورن فيما يفعلون في العظم الذي في الغابة ـ فقال فالديس يا رفاق هيا بنا نذهب إلي الغابة ونقوم بجمع العظام التي في الغابة لنقوم بدفنها إكراماً لموتانا فذهبوا ليجمعوا العظام ويدفنوها في الغابة فقاموا بجعها ووضعوها في الحفرة التي حفروها من قبل لأفرنك ودفنوا عظام
أفرنك معها وبعد أن قضوا اليوم بأكمله وحل عليهم الليل خرجوا ألي القرية وكل واحد منهم دخل منزله فكانت مادلين في قصرها في حالة نشوة مغرية بينها وبين نفسها وكان الباب مفتوحاً في منتصف الليل فذهبت إليها فاتيكا لتطمئن عليها فرأت فاتيكا باب الغرفة مفتوحا فدخلت فاتيكا رويداً رويداً فرأت الحاكمة مادلين وهي في حالة نشوتها الصعبة تتلوى علي فراشها وتشهق وكأنها تتألم من مغص كلوي فاندهشت فاتيكا من المنظر التي رأتها به فقالت يا للهول ..! ماذا تفعلين سيدتي مادلين ؟ فقامت الحاكمة مادلين مسرعة وهي تلملم نفسها قائلة : لماذا لم تطرقي الباب يا فاتيكا قبل دخولك ؟ سيدتي مادلين ومتى أنا أطرق الباب قبل دخولي عليك ؟ .. أنا قد تعودن الدخول دائما دون أن أطرق الباب .. سيدتي مادلين عندما دخلت أحسست أنك فتاة مراهقة في سن السابعة عشر من عمرك ، يا فاتيكا أنا مريضة بهذا .. ولم استطع تحمل ذلك وليس باستطاعتي فأنا أريد ذلك كل يوم وأنا لا أحتمل .. وبعد هذا يا فاتيكا أنا لست
راضية عن نفسي ولكنه ليس بإرادتي .. شيء يتحرك داخلي ولم أتحكم فيه بل هو الذي يتحكم في كما رأيتِ أنتِ ولم يكن معي رجل بل هذا استعمال يدي .. وهذا شيء مؤسف وأنا لست كبيرة في العمر فعمري يبلغ الخامسة والثلاثين ، فأنا نشأت في أسرة فقيرة .. يتيمة الأب والأم فقد ماتا منذ طفولتي وقد تزوجت من زوجي الأول وكان عمري خمسة عشر عاما فعاش معي خمسة عشر عاما وبعد ذلك قد مرض ومات دون أن أنجب له أطفالاً وزوجاته الأخريات السابقات لم ينجبن له أطفالاً وجاء بي من القرية المجاورة ومنذ أن تزوجنا لم أر أقاربي وقد انقطعت عني أخبارهم والأجيال القادمة لا أعرفها في قريتي التي ترعرعت فيها مع أقاربي وتركت أطفالاً من أقاربي في التاسعة والعاشرة من أعمارهم فإن رأيتهم اليوم لا أعرفهم فأنا
منذ تزوج الزوجي الأول لم أذهب إلي قريتي حتى الآن إطلاقا ، قالت فاتيكا : كيف سيدتي مادلين ؟ .. أأنت من القرية التي كان بيننا وبينها حرب ؟ لا يا فاتيكا فالقرية التي تتحدثين عنها شمال قريتنا أما قريتي فهي جنوب قريتنا ، سيدتي مادلين أنا جاءتني فكرة ، تفضلي يا فاتيكا قولي ما هي الفكرة التي تدور في خاطرك ؟ أذهب أنا إلي قريتك وأحضر لك
Tags
روايات