هذه قرية تحكمها امرأة تسمي ( مادلين ) لديها جبروت في حكمها علي أهالي القرية فتبدو عنيدة وتصمم علي رأيها ولديها الكلاب المتوحشة وتماسيح تسبح في بركة مائية ، هذه المرأة غير متزوجة وليست لديها رجل في القصر فتعيش هي
وجواريها وقد سبق لها الزواج سبع مرات من قبل ، ولكن كلما تتزوج من رجل يموت دون أن يُعرف سبب
موته ، وهي لم تعرف ماذا يحدث بها و بزوجها فاتخذت قرارا أن لا تتزوج وتعيش لمتعتها فقط مع رجال القرية التي تحكمها ، وفي أحد الأيام اشتدت رغبتها للرجال فصاحت لجاريتها (فاتيكا) وقالت لها
اصطحبي الكلب وابحثي لي عن رجل علي قدر من الجمال طويل القامة وتستدرجينه لأشبع رغبتي معه
فإني مشتاقة إلي ذلك ، فقالت (فاتيكا) نعم سيدتي سأذهب الآن ، فاصطحبت ( فاتيكا ) الكلب وراحت تتجول في القرية فرأت رجلاً فيه الصفات التي أوصت
بها الحاكمة فاقتربت (فاتيكا) منه وسألته : ما اسمك ؟ فأجابها : ( بانستي ) ، قالت له : الحاكمة تريدك يا بانستي ، فقال مندهشاً : الحاكمة لا تعرفني !! فكيف تريدني ؟ ولماذا أنا بالذات ؟ فقالت (فاتيكا): أنا لا
أعرف ، هل ستذهب معي أم أجعلك فريسة لهذا الكلب يأكلك وتموت ، فقال لها : هنا أموت وهناك سأموت فكلاهما موت فهيا بنا لنر ماذا تريد ... فذهبا معاً حتى وصلا إلي الحاكمة ... فقالت (فاتيكا) : ها هو الرجل يا سيدتي .. فأعجبت الحاكمة به عندما رأته وهيأت له المكان ولبست ردائها المخصص للفراش وأعدت له أعشاباً مخصصة تعمل علي إثارة الرجل كي يأخذ معها
وقتاً طويلاً وقد قضت ليلتها وكاد الرجل يخرج أنفاسه الأخيرة علي الفراش فصاحت منادية : (فاتيكا) خذي هذا الرجل وضعيه للتماسيح تلتهمه ، وبعدها شاع غياب (بانستي) وذهبت زوجة (بانستي) تبحث عنه في كل مكان في القرية فلم تجده ، وبينما كانت الحاكمة مادلين تبحث عن رجل آخر فصاحت لفاتيكا وقالت لها
اذهبي واحضري لي رجلاً آخر فذهبت فاتيكا تبحث عن رجل فإذ بها تجد الرجل المناسب فقالت له فاتيكا : ما اسمك ؟ قال لها اسمي أرند ، فكان أرند مع مجموعة
من أصدقائه فقالت (فاتيكا) : الحاكمة تريدك فذهب معها بلا جدوى ، فقال الرجال الذين كان أرند معهم : هذا الرجل بلا رجعة ، وفى القصر قالت ( فاتيكا) ها هو الرجل يا سيدتي ، فقالت الحاكمة : اذهبي أنت ودعيه وقامت بمسك يديه ودخلت حجرتها وكان جسده
ترتعش من الخوف ، فقال ماذا تريدين مني يا سيدتي ؟ أريد أن نعيش معاً لحظات جميلة ، فضحك الرجل ولم
يستطع أن يقول لها عما فيه ، فقالت له ما بك ؟ فقال ( أرند ) لا شيء سيدتي ، فقامت بغلي بعض الأعشاب وقدمتها له وعندما شرعت في الممارسة وجدت أعضائه أعضاء أنثى .. فصاحت لفاتيكا ، فجاءتها مسرعة ، ما بك سيدتي ؟ لا شيء .. خذي هذا الرجل وتحفظي عليه وسأخبرك فيما بعد فقامت (فاتيكا) بحبس الرجل ورجعت للحاكمة مرة أخري قائلة : ماذا
حدث سيدتي ؟ وما الذي أغضبك ؟ قالت إن الرجل الذي جئت به إليّ ليس رجلا لكنه أنثي يا (فاتيكا) ، يا للهول !!!
أحس بشيء في بطني يتحرك بقوة يا فاتيكا ! كيف حدث هذا سيدتي ؟ مثلما أقول لك يا (فاتيكا) ، أيحتمل أن يكون هذا أثر حمل سيدتي ؟ لا .. فهذا ليس حملا يا (فاتيكا ) ، ولماذا لا ؟ سأحكي لك ... فقبل المعاشرة كانت بطني من الدخل تتحرك أتفهمين يا
(فاتيكا) ؟ نعم فهمت سيدتي (مادلين) ، سيدتي (مادلين) ، ماذا يا (فاتيكا) ؟ سمعت منذ قليل أنه جار البحث عن الرجل الذي حبسناه ، نحن لو أطلقنا الرجل المؤنث في القرية سيقوم بنشر في القرية كل ما رآه منا وسمعتي يا (فاتيكا) ، نعم سيدتي ولكن ماذا سنفعل به ؟ ضعيه أسفل الأرض ، ولماذا لا نقتله سيدتي مثل
غيره أو نضعه طعاماً للتماسيح ؟ لا ... بل اتركي (أرند) سوف أدبر أمره فيما بعد ، واذهبي الآن واحضري لي
رجلاً من خارج القرية كي لا يعرفنا أحد من أهالي القرية ويكشفنا ، فذهبت (فاتيكا) لتحضر رجلاً من خارج القرية فخرج أصحاب (أرند) ليرَوا ماذا تفعل؟ ..
فرأوها وقد أحضرت رجلا من خارج القرية وأدخلته في قصر الحاكمة (مادلين) فرآهم الحراس وأخذوهم (لمادلين) سيدتي ، ما بكم ؟ هؤلاء ، من هؤلاء ؟ قد رأيناهم خارج القصر يراقبون ، فسألتهم : لماذا تراقبون
القصر ؟ لا شيء سيدتي ، نحن أتينا من أجل أرند ، من أرند ؟ صاحبنا الذي كان معنا وأخذته الجارية وها هي قادمة ، (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، أخذتي رجل من وسطهم ؟ نعم سيدتي أخذته كنت قد طلبت منه عملاً
في الحديقة وقد عمله وأخذ أجره ثم خرج من القصر ولم أره مرة ثانية ، أفهمتم يا رفاقه ؟ نعم سيدتي ، رافقتكم السلامة ، هل تريدين شيئا مني سيدتي ؟ لا .. (فاتيكا) اذهبي الآن ، أنا سأذهب للرجل الذي أحضرته إليّ .. رافقتك السلامة يا (فاتيكا) ، مرحبا ما اسمك ؟ أكرفن ، كيف حالك يا أكرفن ؟ بصحة جيدة يا سيدتي
(مادلين) ، نعم أنا أريدك بصحة جيدة ، وفعلت فيه مثل الآخرين وفارق الحياة ورمته طعاما للكلاب
والتماسيح ، يا (فاتيكا) ، نعم يا سيدتي ، راودتني فكرة ما هي سيدتي ؟ أن تذهبي الآن وتأخذي معك بعض الحراس وتذهبين لنساء القرية ليست كلهن بل جزء جزء وتقولين لهم لديكن اجتماع ؟ لماذا يا سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك لماذا نحن سنحضرهن هنا لنقوم
بتسميمهن ، كيف يا سيدتي فهذا الأمر سيكشفنا في القرية ؟ لا تخافي يا (فاتيكا) ، تفضلي سيدتي أكملي
حديثك ، فبعد أن يشربن السم يمتن ، أويمتن في نفس الحال يا سيدتي ؟ لا .. يا (فاتيكا) فالسم الذي
سنحضره لهن ليس سماً عادياً بل سماً يقوم بالقضاء علي الضحية بعد ثلاثة أيام ، ولماذا يا سيدتي كل هذا ؟ لترغبني الرجال يا فاتيكا وعندما تذهبين إلي أي رجل يأت معكِ بسرعة ـ نفذت (فاتيكا) كل ما قالت لها
الحاكمة وأجمعت نساء القرية وذهبن للقصر - ونفذت
خطة الحاكمة وبعد ثلاثة أيام شاع صوت الصريخ والبكاء في القرية فتساءل أهالي القرية : كيف كل النساء اللاتي ذهبن إلي قصر الحاكمة يمتن في نفس التوقيت ؟ هذا شيء غريب ( وبسبب حكم الحاكمة الدكتاتوري وجبروتها وقلبها القاسي ) فلم يستطع أحد
أن يتحدث معها وإذا تحدث أحدهم ستضعه طعاماً للكلاب والتماسيح ومرت أيام وأرسلت الحاكمة (مادلين) (فاتيكا) لتحضر لها رجلاً من أبناء القرية وأثناء مرور (فاتيكا) في القرية كان الرجال كلما يرونها يقومون بالفرار خوفاً منها ، خوفاً أن تأخذ أحدهم للحاكمة ، فذهبت (فاتيكا) إلي (مادلين) وهي تفكر ماذا
أقول للحاكمة (مادلين) ؟ فقالت في خاطرها سأواجهها بالحقيقة ، سيدتي (مادلين) ، نعم (فاتيكا) ، رجال القرية يا سيدتي ، ما بهم يا فاتيكا ؟ كلما رأوني يفرون
من أمامي ، كيف ؟ مثلما أقول لك سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) يبدوا أن خطتنا في موت نساء القرية فشلت ، نعم سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) اذهبي الآن واحضري
لي الكتاب الذي وضعته في الحجرة السفلية قومي بالحفر في الجهة اليمني بعدما تفتحين الباب بخمسة عشر قدماً ستجدين الكتاب عليه صورة غزال حوله
أربعة جماجم ما عليك إلا أن تقومي بخطف الكتاب بسرعة رهيبة فإن أخذ ببطء هناك شيء يقوم بخطف الكتاب إلي أسفل وعندما تقومين بخطفه لا تنفضي الغبار من عليه إلا بعد مسافة قدم من مكانه ، لماذا سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك لماذا ... لأنك لو قمت بنفضه سينزل الغبار الذي علي الكتاب في الحفرة فتتزلزل الأرض ولم نجد الكتاب ، سيدتي (مادلين)
لماذا لم تخرجينه من قبل ولم تحكي لي عنه ؟ يا (فاتيكا) هذا سر بيني وبين زوجي الأول وعلي هذا الأساس اتفقنا أن الكتاب لا يخرج إلا للضرورة ، وما هي الضرورة التي ستستخدمين فيها الكتاب الآن سيدتي (مادلين) ؟ الضرورة أننا سنخرج الكتاب وسنستخدمه مع أبناء القرية ، وفيم نستخدمه سيدتي (مادلين) ؟ ليكون لديهم برود جنسي ونكون نحن وهم سواء ، سيدتي (مادلين) نحن علي حافة المخاطر ، لا
عليكِ يا (فاتيكا) اذهبي الآن واحضري لي (أرند) ، لماذا ؟ لنقتله اذهبي وبعد ذلك ستفهمين يا (فاتيكا) ، سيدتي يبدو أننا دخلنا في معركة لا تنتهي بنا إلا علي القبور ،
لا تخافي وكفاك ثرثرة ... هيا اذهبي ، أمرك سيدتي (مادلين) ... أرند ، نعم (فاتيكا) ، الحاكمة تريدك ، لماذا تريدني ؟ هي لم تجربني ولم تجد مني جدوى ، هيا بنا
يا (أرند) ، هيا يا (فاتيكا) ، ها هو سيدتي (مادلين) ، اتركيه في الخارج واتبعيني ، نعم سيدتي ، استيقظي جيدا ... لكل ما سأقوله لك ، نعم سيدتي ، خذيه الآن وضعيه في الحجرة السفلية المظلمة واحضري له الكلاب وتطلقينهم عليه ليقوموا بتقطيعه وما علينا إلا أن نأخذ ملئ أصابعنا دماً منه ، ولماذا كل هذا سيدتي (مادلين) ... لماذا لا نأتي بحيوان لنأخذ منه الدم الذي
نريده ؟؟ الكتاب يا (فاتيكا) لا يعمل إلا بدم إنسان .. اذهبي الآن وأكملي مهمتك علي أكمل وجه ، نعم سيدتي سأذهب الآن ـ وأطلقت عليه الكلاب ـ هيا سيدتي (مادلين) الرجل نطق أنفاسه .. هيا بنا إلي الغرفة .. ها هو الرجل ، أنا لم أرَ شيئاً يا (فاتيكا) ..
أشعلي لي الأنوار ، ها هي الشعلة يا سيدتي ، اذهبي واحضري لي الكتاب بتمهل وامسكيه جيدا وبهدوء كي لا يقع منك ، نعم سأحضره لك وبحرص شديد ، ها هو
الكتاب سيدتي (مادلين) ، ضعيه علي الأرض .. رويداً
رويداً ، قامت الحاكمة (مادلين) بتلطيخ يدها بالدماء ووضعت يدها علي الكتاب من الخارجي " علي الغلاف " فقام الغلاف بشرب الدم سيدتي (مادلين) هذا شيء يغيب العقل ، يا (فاتيكا) أنت لم تر شيئا بعد من هذا الكتاب .. سأروي لكي قصة هذا الكتاب فقد كان عمري
سبعة عشر عاماً آنذاك وكنت متزوجة من زوجي الأول
فقامت مشاجرة بيننا وبين القرية المجاورة وفتح زوجي هذا الكتاب وظل يتلو علي هؤلاء الرجال الذين يردون قتلنا من القرية المجاورة وأثناء دخولهم تعلقوا في أربع جهات من القرية ، كيف تعلقوا سيدتي أعلي الأشجار أم علي جدران القرية ؟ لا هذا ولا ذاك .. بل في الهواء ، يا للهول !!! في الهواء ، مثلما أقول لك يا
(فاتيكا) وقد رأيتهم بأم عيني ، أولذلك قال لك لا
تخرجي الكتاب ؟ نعم يا (فاتيكا) ، (أريد) أن أفهم منك شيئاً يا سيدتي ، نعم يا (فاتيكا) .. تفضلي تحدثي ، كيف تعلمتِ التلاوة في هذا الكتاب ؟ علمني زوجي الأول ، وماذا ستفعلين الآن ؟ مثلما قلت لك من قبل ، ستقومين بإيقاف أمرهم الجنسي ؟ نعم يا (فاتيكا) ، أنا عندي فكرة سيدتي ، تحدثي يا (فاتيكا) ، نحن نتلو عليهم واحد تلو الآخر وتجلبينه إليك واتركي الأيام
ماذا تفعل بنا بعد ذلك ، يا (فاتيكا) ، نعم ، اذهبي الآن وضعي جسد أرند للتماسيح والكلاب فقد طال حديثنا عن الكتاب ، نعم سيدتي سأذهب الآن .. طابت ليلتك سيدة (مادلين) ، وأنت أيضا يا (فاتيكا) ـ نامت (فاتيكا) نوماً عميقاً ورأت في منامها خيولاً ورجالاً وجوههم غريبة لا تشبه الآدميين بل وجوههم مرعبة للغاية فقامت (فاتيكا) من نومها فزعة ووجهها يتصبب عرقاً وتحس بعطش شديد وعندما حل عليها الصباح ذهبت
مسرعة إلي (مادلين) قائلة : سيدتي حلمت ليلة أمس حلما مفزعاً ، اروي لي الحلم يا (فاتيكا) ، فروت لها الحلم بأكمله ، فقالت (مادلين) لها لا تخافي يا (فاتيكا) .. الكتاب قد تفاعل معك ، سيدتي لماذا أتي إليّ هذا الحلم ، يا (فاتيكا) يبدو أنك فكرت في الكتاب وأنت نائمة ، نعم سيدتي (مادلين) إنني فكرت فيه وخفت
منه ، نعم فقد حدث لي هذا عندما كنت مع زوجي الأول ، وما العمل سيدتي (مادلين) ؟ أما قلت لك لا تخافي وكفاك ثرثرة ؟ معذرة ًفيبدو أن ثرثرتي ازدادت عليكِ سيدتي (مادلين) ، يا (فاتيكا) لا تحدثي أحداً بما ترينه ، لا ... سيدتي ، فأنا لا أعرف أحداً سواك ولذلك أتحدث معك .. فأنت الوحيدة التي أخبرها بكل أسراري ، نعم سيدتي (مادلين) .. هذا شيء أكيد فأنا أعرف
جميع أسرارك .. فماذا تفعلين الآن سيدتي (مادلين) ؟ الآن يا (فاتيكا) نقوم بعمل تجربة ، ما هي سيدتي (مادلين) ؟ سنقوم بحرق منازلهم ، لماذا سيدتي ؟ ليحتاجوا إلي مساعدتنا لهم .. فهكذا يحبونني وترجع ثقتهم فينا وينسون ما فعلناه بهم من قبل ، فكرتك جنونية سيدتي (مادلين) ، أحقاً يا (فاتيكا) ما نفعله نحن جنونياً .. ؟ فالآن ستسمعين صراخاً في القرية لم تسمعينه من قبل ـ وبالفعل (مادلين) وضعت القرية في
وضع لا يحسد عليه ـ اشتعلت النار في أركان القرية من كل جانب .. وسمعت الحاكمة الصياح من أهالي القرية وهم يقولون : النجدة ... النجدة ... الحقي بنا أيتها الحاكمة (مادلين) ، ما بكم ؟ النار تلتهم منازلنا ، اليوم سأقوم بتعويض كل المنازل
المرأة والثعبان الجزء الأول