الكاتب/ عايد حبيب جندي الجبلي
التي تم حرقها ... (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، خذي أسمائهم .. ولكن قبل أن أصرف لكم التعويضات حدثوني من الذي قام بحرق منازلكم ـ فرد أحد الجالسين معها وهو شيخ مسن ـ فقال يا سيدتي الحاكمة نحن كنا نري مجموعات كثيرا يشعلون النار ، كيف ؟ ولماذا لم تقوموا بمسكهم ؟!! يا سيدتي الحاكمة من كان يشعل النار مثل الحمام يحلق في الهواء وهذا يا سيدتي يذكرني بسيدي زوجك الأول عندما أخرج كتابه ليهزم القرية المجاورة فهؤلاء مثلهم بالضبط ،
كيف أنت عرفت هذه المعلومة ؟!! أنا كنت حارساً من حراس زوجك آنذاك فخرجت لأتبول بين الأشجار فرأيت سيدي ومعه غلام فانقض عليه سيدي وذبحه علي الحفرة التي حفرها سيدي فأنا خفت واختبأت فأخرج سيدي الكتاب ولطخ يده بالدم ليلطخ به غلاف الكتاب وبعد مرور ساعتين من هذا الوقت قد ظهر مثل هؤلاء الذين رأيتهم اليوم في القرية ـ فغضبت الحاكمة غضباً شديداً ـ وقالت اخرجوا من هذا القصر
ولم أصرف لكم التعويضات .. أما أنت أيها الشيخ أريدك معي ، لماذا تردينني سيدتي ؟!! لنعيد ذكريات سيدك وتروي لي بعض الأحداث التي عاصرتها مع زوجي الأول ، لك الطاعة يا سيدتي ، يا (فاتيكا) ، نعم سيدتي ، خذي الشيخ واستضيفيه في القصر وبعدما تنتهي من ضيافة الشيخ أريدك ، أمرك سيدتي .. هيا بنا أيها العجوز ـ (فاتيكا) تقول للحراس استضيفوا هذا الشيخ ـ خذ واجبك أيها العجوز .. الآن سأذهب لسيدتي
وأري ماذا تريد مني .. نعم سيدتي (مادلين) أتيت لأقول لك شيئاً ، تفضلي (فاتيكا)، ماذا نفعل بهذا الشيخ بعدما ضيافته ؟ أطلقي صراحه ، ما الذي يدور في رأسك سيدتي (مادلين) ؟ سأقول لك ماذا يدور في رأسي .. الآن نحن إن قتلنا هذا الشيخ سينكشف أمرنا في القرية لأن الشيخ تحدث أمامهم ولذلك اتركيه لحال سبيله وبعد ذلك سأرسلك تحضرينه لنقدمه طعاماً للتماسيح والكلاب ..اذهبي الآن واحضري لي رجلاً من القرية وقولي له إن الحاكمة تريد أن تعطيك نقودا
فسيأتي معك بسرعة لشدة احتياجه ـ خرجت (فاتيكا) ترتدي رداءً عاريا ـ وأحضرت لها رجلاً من أبناء القرية ، وقد تهيأت لممارسة الجنس معه وفعلت به مثلما فعلت مع من قبله و بعد أن مارس معها مات الرجل.. فصاحت يا (فاتيكا) .. يا (فاتيكا) .. اقتربي أيتها الفتاة الجميلة الحسناء ما عليكِ إلا أن ترفعي الجثث وتضعينها للتماسيح والكلاب وأخرجي الشيخ وكوني يقظة كي لا يراك الشيخ ( وأكملت (فاتيكا) المهمة علي أكمل وجه ) ، سيدتي (مادلين) كله علي ما يرام .. فهل تريدين مني
شيئاً ؟ لا .. يا (فاتيكا) ، طابت ليلتك ـ شاع غياب الرجل ـ وحل الصباح وذهبت الزوجة إلي الحاكمة (مادلين) لتخبرها بغياب زوجها فأدخلها الحراس للحاكمة (مادلين) ، قائلة : صباحك سعيد سيدتي (مادلين) ، تفضلي .. ماذا تريدين في الصباح الباكر هكذا ؟ زوجي سيدتي (مادلين) ، ماذا بزوجك ؟ تغيب عن المنزل ، وما شأني في هذا ؟ سيدتي (مادلين) بعض رجال القرية أخبروني بأنه كان ماشياً مع (فاتيكا) ، بالفعل أتي هنا في القصر وأعطيته بعض النقود وذهب إلي حال سبيله .. هيا تفضلي بالخروج .. يا (
فاتيكا ) أخرجيها من هنا ـ فخرجت زوجة المجني عليه ـ قالت ( فاتيكا ) : سيدتي (مادلين) أهذا مرض فيكِ يجعل كل من يمارس معكِ يموت ؟ لا أعلم يا (فاتيكا) ما هذا الذي بي ؟ .. ألم أقل لك من قبل يا (فاتيكا) أن هناك شيئاً بداخلي يتحرك ؟ وهذا لم يكن موجودا إلا بعد موت زوجي الأول وهذا ما يزيد رغبتي في الرجال ، سيدتي هذا خطأ فادح ومتدني جدا وأمر جنوني
فنحن الآن قد انكشف أمرنا في القرية ، يا (فاتيكا) كيف تحدثينني هكذا ؟ .. فأنت ما عليكِ إلا أن تطيعي أمري ، نعم سيدتي (مادلين) معذرة سيدتي فيبدوا أن رأيي أغضبك ، نعم يا (فاتيكا) اذهبي الآن إلي عملك ، هل تريدين مني شيئا ؟ لا يا (فاتيكا) ـ فذهبت (مادلين) إلي غرفتها وأمسكت بالكتاب وأخذت تقرأ فيه وأثناء القراءة في الكتاب تزلزلت الأرض وخرج
دخان كثيف من أسفل الأرض غطي أنحاء القرية وخرجت أصوات من السماء فلم يعرف أهالي القرية أين مصدر هذه الأصوات التي تدوي في القرية .. وتقول (مادلين) (مادلين) ــ فسمعت (مادلين) الصوت الذي ينادى فعرفت أن الصوت الذي يدوي في القرية من هذا الكتاب وذهبت إلي الكتاب فظلت تقرأ في
الكتاب فلم تعرف كيف تسترجع الصوت إلي الكتاب فأتت (فاتيكا) ـ سيدتي ... سيدتي ، نعم يا (فاتيكا) ، أسمعتي ما سمعته ؟ نعم يا (فاتيكا) هل أنت أخرجتِ شيئا من الكتاب ؟ نعم يا (فاتيكا) ولم أعرف أعيده مرة ثانية ، وما العمل يا سيدتي (مادلين) ؟ يا (فاتيكا) في الكتاب صفحات أعرف قراءتها وصفحات أقرأها ويخرج
الفاعل ولم أعرف أعيده مرة ثانية ، وما العمل سيدتي (مادلين) ؟ اتركيني وشأني ـ وعمت الفوضى والخوف في القرية وانخفض الصوت في القرية رويداً رويداً وحل عليهم الليل ونام أهل القرية نوماً عميقاً ودخل الصوت في أبناء القرية من فوق سن السابعة إلي العاشرة واستيقظ أبناء القرية يتحدثون بصوت واحد كل منهم يشبه الأخر فيخرج من أفواههم أصوت مثل الكبار وليست أصوت أطفال ولباقة في التحدث وأفعالهم أفعال أناس ناضجين في تصرفاتهم يتسلقون جدران المنازل مثل الهررة تتسلق الجدران بسرعة
رهيبة ويأتي الليل وتتالي صرخات مثل الصرخات التي سمعتها القرية من قبل .. صرخات مزعجة متسرطنة فأهالي القرية يصمون آذانهم عندما يسمعون صرخات الأطفال وكأنك جالس في غرفة مغلقة بها مكبرات صوت .. فقد كانوا يمرحون في القرية ويسيرون في الفضاء ويهرولون مثل القردة علي أيديهم وأرجلهم فذهبت (فاتيكا) للحاكمة (مادلين) وقالت : سيدتي ما العمل أطفال القرية يمشون علي أيديهم وأرجلهم ؟ نعم
يا (فاتيكا) رأيتهم ، وماذا ستفعلين الآن فهذه مشكلة مستعصية ؟ يا (فاتيكا) سنبدأ بالحذر من أهالي القرية فيبدو أنهم غاضبون ، بالطبع يا سيدتي (مادلين) أنهم غاضبون علي أبنائهم ، وما العمل يا (فاتيكا) ؟ حدثتك قبل ذلك فقلت لي : دعيني وشأني ، أأنت تدينينني الآن ؟ .. فإن كانت لديك فكرة اطرحيها وإن لم يكن لديك فكرة فاصمتي يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) مهلاً .. فيبدو أن مزاجك معكر قليلاً .. وهذا ليس في صالحنا .. يا سيدتي ما عليكِ إلا أن تفكري في أي
صفحة قرأت وبإمكانك تعدينهم ، كيف يا (فاتيكا) ؟ .. أما قلت لك من قبل لا أتذكر الصفحة التي قرأتها في الكتاب .. فهذا يا (فاتيكا) شيء يطير العقل ، ما هو سيدتي (مادلين) ؟ الأطفال ، ما بهم ؟ يتسلقون علي جدران القصر وعندما يأتي الليل ينامون بجوار الحجرة التي فيها الكتاب وعددهم كثير بقدر هذا الفعل الذي يفعلونه وبهكذا يؤكدون لأهالي القرية أننا نحن من فعل هذا .. وهذا شيء مخيف من أهالي القرية فيعثر علينا أهالي القرية وإذ بهما تتحدثان فقد سمعتا صوتاً
يدوي في القرية أقفلوا أذنهم من شدة الصوت فاتجمع أهالي القرية وقام أحدهم ويدعي ( لستن ) رجل مسن وقال أنا أعرف أحداً من القرية المجاورة لديه كتاب و محتمل يخرج أبنائنا من هذا المأزق فأجمعوا علي ذلك فأخذ معه ثلاثة رجال وذهبوا إلي القرية المجاورة فاستقبلهم الرجل عندما وصلوا إليه واسمه ( فرنك الساحر ) وبعدما اطلع علي الكتاب قال (فرنك) إن أبنائكم يتجسد فيهم كائن غريب لم أعرفه من قبل ويبدو أنه صعب للغاية ، فقال ( لستن ) : ألم تستطع إخراجه ؟ قال (فرنك) الأسرع الآن هو أن نذهب يا
رفاق ومن لديه طفل فيأخذه ويقوم بحبسه في منزله ، وقام أهل القرية بجمع الأطفال من الشوارع وكانوا أكثر من مائة طفل وقد كان منهم من لديه طفل واحد أو اثنين يقوم بأخذهم إلي منازلهم وقاموا بحبسهم وبعد يوم ذهبت (فاتيكا) مسرعة إلي الحاكمة (مادلين) قائلة : سيدتي .. سيدتي يبدو أن أهل القرية قد قاموا بجمع الأطفال في منازلهم ، هذا خبر جيد جدا يا (فاتيكا) ، ماذا ستفعلين يا سيدتي (مادلين) ؟ الآن ننتظر بضعة أيام حتى نرى ماذا سيحدث في القرية - وبعد ساعات سمعتا ضجيجا في القرية - فذهبت (فاتيكا) تخبر (مادلين) قائلة : سيدتي أسمعت ما حدث بهؤلاء
الأطفال من كثرة الأصوات التي يخرجونها من حناجرهم ، ما الذي حدث لهم ؟ حبالهم الصوتية قد انقطعت من حناجرهم سيدتي ، اذهبي الآن وتجولي في القرية واسمعي ماذا يقولون عنا هيا بسرعة يا (فاتيكا) ، فكان (أفرنك الساحر العجوز ) وأهل القرية مجتمعين وكانوا يتحدثون في أمور القرية وما أصابها ويتشاورون فيما يفعلون وأثناء حديثهم وقفت (فاتيكا) خلفهم وسمعت بعض الحديث وقد قال
(فرنك) ضحايا كثيرون وأنتم مثلي تعرفوا هذا سأذكر بعضا منهم مثل ( الشيخ العجوز وأكرفن وباسنتي وأرند ) وتسميم النساء وحرق القرية وموت الأطفال بل انفجروا انفجار من الصياح الذي حل عليهم وهذا بالسحر فنحن لابد أن نبحث عمن فعل هذا بالقرية وأحل بها من الدمار - فذهبت (فاتيكا) للحاكمة (مادلين) وروت لها ما سمعت من أهالي القرية وخاصة من (فرنك) العجوز – إن العجوز يا (فاتيكا) يريد أن أهل القرية يحاربونني ويعادونني .. ما عليكِ يا (فاتيكا) اتركي هذا العجوز لي .. ولكن أحقا مات
الأطفال يا ( فاتيكا ) نعم سيدتي ، إذن هذا الكتاب يعمل يا (فاتيكا) !! ، يا سيدتي إني أخاف أن تقرئي في هذا الكتاب وتخرجين خدامه ولا تستطيعين صرفهم ، لا تخافي يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) قد سألتك من قبل هل تجيدين القراءة في هذا الكتاب وقلتي لي نعم .. لكنك ما قلت لا أعرف صرفهم بل قلت علمني زوجي الأول ، نعم قلت لك هذا يا (فاتيكا) ، سيدتي (مادلين) نحن في مأزق وهذا عمل يحتاج مجهودا بجد .. سيدتي (مادلين) أنت قرأت من قبل واستحضرت خدام هذا الكتاب ولم تستطيعي صرفهم وقد خرج أثر الكتاب ودخل في أطفال القرية ومات الأطفال بدم بريء .. وما أنا إلا جارية وأنت سيدتي ولكن يا سيدتي نحن في
مركب واحدة وإن جاءت عاصفة قوية فسوف تأخذنا معا ، يا (فاتيكا) عندما تأتي العاصفة أهربي ، سيدتي أنا أريد أن أعرف منك شيئا ، ما هذا الشيء يا (فاتيكا) ؟ كيف عرفتِ سر تخريج الكتاب ؟ أما قلت لك أن زوجي الأول علمني ؟ نعم قلت لي لكن علي ما رأيته منك أنك لم تعرفي سر الكتاب ، سأقول لك يا (فاتيكا)
الصراحة ... في يوم ما .. كان زوجي الأول مرحا فروى لي قصة هذا الكتاب وعرفني مكان الكتاب ... وعندما حدثت في بطني التحركات واشتقت إلي رغبة الرجال قلت استخدم هذا الكتاب لأجلب به الرجال وازداد الأمر سوءا ... هل فهمت يا (فاتيكا) ؟ .. وقد رويت لك لأنك قلت أننا في مركب واحد وكذلك خدماتك علي كثيرة ، والآن ماذا ستفعلين يا سيدتي ؟ لا أدري .. ولكن الآن ما عليكِ إلا أن تذهبي وتحضري لي رجلاً من القرية ..
ولكن كيف يا سيدتي والرجال يخافون مني ولا يأتون معي ، هههه ... لماذا تضحكين ؟ يبدوا أنني سأخرج ، ماذا تقولين يا سيدتي ، سأتنكر وأخرج إلي القرية بنفسي ، ولماذا كل هذا يا سيدتي ؟ يا ( فاتيكا ) أنا لم أستطع أن أتحمل كل هذه الرغبة ، افعلي ما تريدين يا سيدتي ، - وذهبت الحاكمة ( مادلين ) لتتجول في القرية وتنظر يمينا ويسارا وهي متخفية في لبس جارية – وقد أعجبت بغلام فذهبت إليه قائلة : طاب
مساؤك ، وأنت أيضا ، كيف حالك ؟ بخير وصحة جيدة ، من أنت يا سيدتي ؟ أنا فتاة أبحث عن حبٍّ مؤقت ، وأنا لا أريد أن ينتشر هذا الحب في القرية لأن الحاكمة ( مادلين ) عندها جارية تحضر لها الرجال إلي القصر ولكن الرجل الذي يدخل لم يخرج منه .. اذهبي يا سيدتي ودعيني وشأني ، قل لي ما اسمك ؟ أنا اسمي ( الفونس ) ، يا الفونس أنا جارية ولكني أريدك لنفسي ليس للحاكمة ولذلك سندخل من الباب الخلفي كي لا يرانا أحد .. أتوافق وتذهب معي ؟ نعم ، إذن هيا بنا
وها هو القصر هيا ادخل يا الفونس ربما تأتي الحاكمة مادلين وتكشف أمرنا ... اجلس وانتظر بعض الوقت حتى أحضر لك مشروبا ، هيا يا سيدتي قد طال انتظاري ، ها هو أنا قد جئت ... تفضل اشرب مشروبك ، ما هذا المشروب ؟ .. أنا لا أعرفه ولم اشربه من قبل ..!! وطعمه ليس كالمشروبات التي نشربها من قبل .. !! ، يا ( الفونس ) هذا من كرم الضيافة فهذا المشروب من مشروبات ( الحاكمة مادلين ) هيا اشرب .. اشرب ، سأشرب ، هيا نكمل ممارستنا ، ما بك ؟ شيء يمزق
أحشائي ، - وبعد نصف ساعة مات الرجل - فصاحت منادية ( لفاتيكا ) فجاءتها بسرعة شديدا فقالت لها الحاكمة مادلين خذي هذا الرجل وضعيه للتماسيح والكلاب ، أمرك سيدتي ولكن يبدو أنك قضيت عليه جنسياً ، نعم يا فاتيكا - وشاع غياب الرجل في القرية و تداول أهالي القرية هذا الخبر المحزن وغضبوا جدا وأتي ( أفرنك العجوز ) وكان المناضل الوحيد في القرية - فقال : لم ولن نسكت علي هذه الفوضى التي تحدث في القرية ، ونطق أهل القرية كلهم بصوت واحد قائلين : نعم هذه فوضي وقد عمت علي القرية أصبحنا
تحت الرفع ضحايا واحدا تلو الآخر ، قال ( فرنك ) : يا رفاق اسمعوني جيدا نحن سنقوم بمراقبة القرية جيدا ونعرف من الذي يفعل كل هذا الإجرام والاغتيال بأهل القرية ، واتفقوا علي ذلك وقسموا بعضهم بعضاً إلي مجموعات علي أنحاء القرية ليعرفوا من الذي يفعل كل هذه الجرائم المنتشرة في القرية ، قال ( أفرنك ) : يا رفاق هيا بنا وبعد أيام ، كانت الحاكمة ( مادلين ) تتعلم في الكتاب كيف تحضرهم وتصرفهم وفي يوم من الأيام أحضرت واحداً منهم وتحدثت معه وقفلت الكتاب وفرحت فرحا عظيما وأخذت تصيح بصوت عال ( فاتيكا .... فاتيكا .. أين أنت ؟ ) - وعندما أتتها فاتيكا ونظرت إليها ووجهها مبتسم - يا للعجب العجاب سيدتي !! ما بك فاتيكا ؟ أنا لم أرك من زمن طويل فرحة مثل الآن ، سأقول لك السبب الذي جعلني سعيدة يا جاريتي العزيزة ، منذ أمدٍ بعيد يا سيدتي لم اسمع
منك كلمة يا جاريتي العزيزة فلماذا كل هذا المرح سيدتي ؟ في الأيام الماضية كنت أغلق باب الحجرة وأقرأ في الكتاب لمدة ثلاثة أيام ، ولذلك كنت عندما احضر لك الطعام تقولين لي اتركيه علي الباب واذهبي ، نعم يا فاتيكا فكنت لا أريد أحدا يقلقني ، وماذا فعلتي
يا سيدتي في هذه الأيام ؟ ظهر لي خادم الكتاب ، ماذا يا سيدتي ؟ نعم مثلما قلت لك يا فاتيكا بوجهه وصوته ، لقد أحسنت صنعا يا سيدتي أوعرفت سر الكتاب ؟ نعم يا فاتيكا من الآن سأعرف ما يدور ويحدث في القرية دون أن تذهبي إلي القرية أو تخبريني بشيء الآن أعرف كل ما يحدث في القرية ... أمهليني بعض
الوقت واذهبي الآن يا فاتيكا ، أمرك سيدتي - ودخلت الحاكمة حجرتها وظلت تقرأ في الكتاب وعرفت أن ( أفرنك) وأشخاص آخرين يراقبون كل ما يدور في القرية فغضبت علي ( أفرنك ) غضبا شديدا وظلت تتلو علي اسم ( أفرنك ) حتى تجسدت داخل أفرنك روح شريرة تهوى القتل وشرب الدماء وتعذيب الضحايا بطريقة بشعة وأكملت القراءة وأغلقت الكتاب وصاحت يا فاتيكا ، نعم يا سيدتي، أتعرفين من الذي يحرض
أهل القرية ؟ من سيدتي ؟ إنه ( أفرنك ) ، ألم أقل لك من قبل وقلت لي اتركيه لي ؟ .. وماذا ستفعلين له سيدتي ؟ ستعرفين غداً ما سأفعله سأجعل القرية كلها تنصب علي ( أفرنك ) ، كيف يا سيدتي ؟ إن ( أفرنك ) دخلت جسده روح شريرة ستجعله يرتكب جرائمه بطريقة بشعة جدا .. ولم يعرفه احد من أهالي القرية أطلاقا نحن فقط من يعرفه ونتركه بعض الوقت وهو يقتل أبناء القرية ونقوم نحن بالقبض عليه ونبعد عنا
التهم التي توجه إلينا ، سيدتي لماذا تفعلين كل هذه الأفعال في القرية ؟ عجبت لأمرك أنسيتِ أننا متورطون في كل العمليات الإجرامية بالقرية ولابد أن نخرج من هذه التهم هل تفهمين ؟ نعم سيدتي بالطبع لقد فهمت الآن ، يا فاتيكا أفرنك سيتحرك في شكل كائن أخر ولم أعرف ما يفعله له الكتاب ، سيدتي ألم تعرفي ما هو الكائن الذي سيأتي ويتجسد في ( أفرنك ) ؟ لا يا فاتيكا ، سيدتي وعندما يتجسد الكائن أفرنك
أتعرفين صرفه ؟ نعم يا فاتيكا لأنني عرفت الصفحة التي قرأت فيها ليتجسد الكائن في أفرنك ومن حظه أن القرية مليئة بالمصائب وتحول ( أفرنك ) من إنسان آدمي لإنسان متوحش لديه أظافر مثل الصقر المتوحش ولديه أنياب كأنياب الأسد ولديه سرعة تفوق
سرعة الأسد عندما يمسك بفريسته .. ويقوم (أفرنك ) بمسك فريسته ويمزقها ويشرب دمها ويحفر بمخالبه خارج القرية ويدفن ضحاياه وقام بأخذ واحد تلو الأخر وازدادت القرية سوءاً وغضب أهالي القرية لما يحدث لهم في القرية واجتمع رفاق ( أفرنك ) في القرية وقام أحدهم واسمه ( إين ) فقال : منذ أكثر من ثلاثة أيام لم نر ( أفرنك ) كيف يا رفاق ؟ .. وأين هو ؟ وإلي أين
ذهب ؟ فقال ( إين ) لأحد رفاقه واسمه ( فران ) اذهب وابحث عنه في القرية مرة أخري .. وإن لم تجده في القرية .. اذهب إلي منزله وسل عنه ، نعم سأذهب الآن ليتنى أصادفه في منزله أو في القرية ، هيا اذهب يا ( فران ) - فذهب فران ولم يجده في القرية أو في المنزل فعاد لـ ( إين ) وقال : لم أجد أفرنك في المنزل أو القرية تفقدت القرية بأكملها وسألت عنه في منزله سيد ( إين ) ، قال ( إين ) شكراً لك سيد فران .. يا ( يرفك ) ، نعم سيد ( إين ) ، نحن علي اتفاقنا في
مراقبة القرية ، فقال فران هو ورفاقه : نعم سيد ( إين ) سنفعل مثلما قلت .. هيا بنا تفرقوا وقسموا بعضكم بعضا .. طابت ليلتكم ، رافقتك السلامة يا سيد إين - وفي سكون الليل وصوت الضفادع وسط الأشجار الكثيفة وظلام الليل فأتي العجوز أفرنك بعدما توحش ويحمل من خلفه رجلين وكأنه يمسك بهرة في يده وقام بالفرار بسرعة تفوق سرعة الأسد ومزقهم وشرب دماهم ودفنهم خارج القرية فجن فران هو ومن معه
وحل الصباح وتغيب فران هو ومن معه من القرية وظلوا يبحثون في القرية بلا جدوى وشاع الخبر في القرية - وذهبت فاتيكا إلي الحاكمة مادلين وهي فرحة سيدتي .. سيدتي ، مادلين ما بك يا فاتيكا خطتك نجحت ، أحقاً يا فاتيكا ؟ نعم سيدتي ، مادلين يا للعجب .. هذا جيد جدا يا فاتيكا - واجتمع هؤلاء
الرجال مرة ثانية - قال (إين ) نحن لم نستسلم وخطتنا تسير كما هي .. عندما يحل الظلام نراقب القرية مرة ثانية .. وخذوا معكم سلاح حاد جدا ، أمرك سيد ( إين ) - وصافح بعضهم بعضاً علي هذا العهد - هيا يا رفاق رافقتكم السلامة نلتقى بعد ثلاث ساعات أي في منتصف الليل وكل واحد منكم يعد آلته ويجهزها للانطلاق وحل الليل وفي منتصفه اجتمعوا اثنين اثنين .. وقام العجوز بفعل جريمته مثلما فعل فرانك وفي الصباح تغيب اثنين من المجوعة فغضب ( إين )علي ما
يحدث في القرية وتعج القرية بأهلها غاضبين وخائفين علي أبنائهم ربما أن يذهبوا ضحية ، فذهبوا إلي الحاكمة مادلين أمام قصرها ونزلت لهم الحاكمة مادلين وقالت ما بكم ؟ فقالوا بصوت واحد وهم منفعلين وغاضبين ، ماذا يحدث في القرية
منذ يومين مات أربعة رجال من القرية ؟ فقالت مادلين الآن خذوا الحراس وابحثوا عن الرجال المتغيبين وأحضروهم أحياء أو أموتا ، فقال ( إين ) بصوت عال للحاكمة مادلين : هل أنت لم تعرفي ؟ فقالت الحاكمة : لم اعرف.. ماذا أنت تقصد ؟ لا شيء يا سيدتي فذهب الحرس و الرجال وظلوا يبحثون بين الأشجار في أنحاء القرية وخارجها وأثناء البحث وجدوا دماً وصرب فاتبعوه حتى وجدوا الجثث مدفونة خارج القرية
وتعرفوا علي الجثث فوجدت الجثث ممزقة فقال إين : هذا وحش لا طبعا فالوحش لم يحفر ويدفن ضحاياه بل يلتهمهم نقول اثنين أتيا من خارج القرية فلا يقدر أحد غريب أن يفعل ذلك ولكانت الضحايا استنجدت ولسمعناهم ... هذا شيء غريب وقوي جدا جدا فنظل في القرية ولابد أن نأخذ جذرنا ونكون يقظين جدا ، فقال ( إين ) : هيا بنا نعود إلى القرية وسوف ندبر
أمرنا - فذهب ( إين ) لمنزل أفرنك وقابل زوجة أفرنك قائلا : كيف حالك يا مدام ( أفرنك ) ، إنني بخير وابني كذلك ، ألم يأت خبر عن أفرنك حتى الآن ؟ لا أبدا وأنا قلقة عليه وأريد أن أقول لك يا سيد ( إين ) شيئا ، تفضلي يا مدام أفرنك منذ يومين وقد كنت أقف أمام النافذة رأيت شيئا غريبا بجوار المنزل ، ما هو يا مدام أفرنك ؟ .. ألا تستطيعين وصفه ؟ نعم يا سيد (إين )
أصفه لك قامته كقامة الإنسان وملامحه نفس ملامح زوجي أفرنك لكن في صورة متوحشة ، كيف يا مدام أفرنك ؟ .. وهل أنت تحققتي من هيئته ؟ نعم سيد ( إين ) رغم أنني نظرت إليه وأختفي بسرعة من أمامي وفي فمه أنياب مثل أنياب الأسد وله مخالب كمخالب الصقر القوي ، نعم يا مدام أفرنك أحسنت عملا إذن هذا
هو الدخيل الغريب الذي دخل قريتنا .. نعم هو وما علينا إلا أن نراقبه يا مدام أفرنك ، نعم يا سيد ( إين ) ، وأنت إن رأيت شيئا بلغيني بسرعة ، نعم يا سيد ( أين ) ، سلام يا مدام أفرنك ، رافقتك السلامة يا سيد ( إين ) - فذهب السيد أين لرفاقه وهو فرح فرحا عظيما وكأنه حقق انتصرا عظيما علي المعلومات التي أخذها من مدام أفرنك فذهب لرفاقه وأبلغهم