الجمل في خلوته يتامل...من أنا..؟
( تأملات بين الرغاء والعطش )
في سكون الصحراء الممتدة كبحرٍ من ذهب، يقف الجمل شامخًا، كأنه آيةٌ من آيات الخلق، تحدّث عنه القرآن فقال تعالى: «أفلا ينظرون إلى الإبل كيف خُلقت»، فجعل فيه الله سرّ الإعجاز، وقوة الصبر، وجمال التكوين.
هو رفيق الإنسان منذ خطا أولى خطواته في الفيافي، حمل أحلامه وأثقاله، وسقاه من لبنه، وأدفأه بوبره، وأكرمه بلحمه وجِلدِه. على ظهره سارت القوافل، وبه شُيّدت الحضارات، ومن خطوه وُلد إيقاع الصحراء الهادئ.
هلّل له الشعراء في قصائدهم، فقالوا فيه رمز الصبر والوفاء، وتغنّت به الألسن في الأمثال الشعبية:الناقه قالت للفرس كنك في جرتي ايش بيني وبينك ردت الفرس مش مني من مهاميز السو...؟
قالو للجمل كي اتموت انكفنوك قال لهم غير خلو جلدي علي.
"الصبر صبر الجمل"،ومامن ناب شربة في جلد امخلوله.
وحين الفخر اللي يركب عالجمل ماايواطيش راسه.
وحين مناكفة طبيعته الجمل ماينظرش العوج رقبته
وصبر على مناكفاتنا
فهو صورة الصبر الجميل، والقدرة على التحمل حين تعصف الرياح ويجفّ الزاد.
يسمونه سفينة الصحراء، لكنه أعظم من لقبٍ أو وصف، فهو رفيق الأنبياء، ودليل القوافل، وشاهد على عراقة الإنسان وعزته. ومع كل هذا الوفاء، ما زال يقف بعين العتب على من نسي فضله، وعلّق رأسه على واجهات الجزارين، بعد أن كان تاجًا فوق رمالٍ لا تعرف الخضوع.
فهل ينحر من نوصف به خيرة رجالنا به ياالثلب.!
ولاننسى ان امراح البل اتجيه الخيل.
قال هل البل وين ماشيه قال له
خفافها يورن....؟
Tags
روايات