حكمة الحيوان الحلقة التاسعة...(9)

بالحبرالليبي
ألأديب :محمد .اسويسي
حوارية حكمة الحيوان  الحلقة التاسعة...(9) من التراث الليبي
 في حضرة الزاحفين على بطونهم طلبا للعيش..؟
حين يتهامس الفحيح تكمن حكايا ما....؟
 حوار الحرباء والورل ...؟
في زاوية من الغابة، وتحت ظل شجرة قديمة، التقيا...
الورل، الزاحف السريع، ذو الحضور القوي،
والحرباء، الهادئة المتلونة، صاحبة الخطى البطيئة واللسان الطويل.
تبادلا نظرات تأمل طويلة، ثم قال الورل
"يقولون عني إنني لا أهدأ، أنني أسعى كأنني طماع... يتهمونني بحلب الماعز وكأنني مجرم، وأنا لا أفعل سوى ما تُمليه عليّ فطرتي."
ابتسمت الحرباء وقالت:

"أما أنا، فيرون فيّ رمزًا للنفاق. لأنني أتلوّن. لا أحد يفكر أنني أفعل ذلك لأعيش... لا لأخدع."
 سكون... ثم تأمل.
قال الورل: يقولون نحن لانخاف الورل نخاف من يخاف منه...؟
"هم يحكمون علينا بمقاييسهم، لا بمقاييس الطبيعة."
وأضافت الحرباء:
"يتناسون أن التلوّن عندي بقاء، لا خيانة... وأن لسان الحرباء لا يصطاد الكذب، بل الرزق."
وتابع الورل:
"البشر يُحبّون أن يُسقطوا أخلاقهم على كل شيء... حتى الزواحف."
 وهنا يتضح السؤال الأعمق:
هل الحرباء منافقة؟
هل الورل مخادع؟
أم نحن من نحكم على ما لا نفهم، فنراه كما نريد لا كما 
هو؟
حين نحكم على المخلوقات بصفاتنا، فإننا لا نصفها، بل نُفصح عن أنفسنا.
فربما لم تكن الحرباء يومًا كاذبة... بل فقط مختلفة.
ولم يكن الورل طماعًا... بل فقط مُجتهد في البقاء.
 الطبيعة لا تُجامل، ولا تُنافق.
هي تعيش كما كُتب لها أن تعيش... ونحن من نصنف المخلوقات وفق مالانحب
كي لانعترف بالحقيقة. واللي مي فيك ماتعلقك.

https://www.facebook.com/aladyb.mhmd.aswysy?mibextid=ZbWKwL

مؤسس الموقع : عايد حبيب

عضو قصر ثقافة عبد الحميد رضوان كما كان مدير مكتب مصر اليوم العربية ومسئول عن مكتب الأهرام الآن سابقاً، وفى الوقت الحاضر هو مدير مكتب الموطنى. كما لديه كتابين منتشرين بشكل واسع في الأخبار

إرسال تعليق

أحدث أقدم
هذا الإجراء غير مسموح لحماية المحتوى.